اقوال فريد الأنصاري
عالم دين وأديب مغربي (96 مقولة) (3874 مشاهدة )
“كانت الطفولة تستغيث ربها . . ! وتجأر إليه فزعا من الموت الرهيب . . ! هذا النور الصغير الصافي المتدفق مثل جدول البستان ، من عيون لا يد لها ولا رجل في إيقاد أوزار الحرب وفتنتها . . كيف تكون هي أول من يصطلي بنارها وكلها أمل فى الحياة . . !؟ أي شيطان هذا الذى أملى على الإنسان اغتيال الجمال المشرق في هذه الوجوه اللطيفة . .؟”
“فاتخذ هذه القاعدة دستورا لك : (( خذ ما صفا دع ما كدر ! )) وانظر بِحُسن يكن فكرك حسنا ، وظن ظنا حسنا تجد الحياة لذيذة حسنة . وإن الأمل المندرج فى حسن الظن ينفخ الحياة فى الحياة ! بينما الياس المخبوء فى سوء الظن ينخر السعادة ويقتل الحياة !”
“لقد سحقتني آلام أمتي البئيسة .. فقد أحرق العدو كلّ حقولها ! وإنما أنا الآن أحرث وأزرع من جديد. ذلك هو واجب الوقت يا ولدي فتعلم ..! :قلت زدني- قال: والحقول التي لا تُروى بالدموع لا تثمر- سنابلُها أبداً ..!”
“ولن يكون التدين - من حيث هو حركة النفس و المجتمع- جميلاً إلا إذا جَمُلَ باطنه و ظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة فى الإسلام بين شكل و مضمون، بل هما معاً يتكاملان، و إنما الجمالية الدينية فى الحقيقة هى: (الإيمان) الذى يسكن نوره القلب، و يغمره كما يغمر الماء العذب الكأس البلورية، حتى إذا وصل إلى درجة الامتلاء فاض على الجوراح بالنور، فتجمل الأفعال و التصرفات التى هى فعل (الإسلام)، ثم تترقى هذه فى مراتب التجمل، حتى إذا وصلت درجة من الحُسن - بحيث صار معها القلب شفافاً، يُشاهد منازل الشوق و المحبة فى سيره إلى الله- كان ذلك هو (الإحسان) . و الإحسان هو عنوان الجمال فى الدين، و هو الذى عرفه المصطفى بقوله -صلى الله عليه و آله و سلم- "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”
“أن يبلغ العبد مقام الإمامة بحق لابد أن تلتهب أضلاعه بكلمات الابتلاء يكتوي بهن الواحدة تلو الأخرى حتى إذا أتمهن جُعل للناس إماما وإلا كان في أحسن أحواله من التابعين والكلمة في هذا المسلك ليست قولاً يقال فحسب بل هي فعلٌ ملتهب وعقبهٌ بركانية متفجرة وامتحان عسير تسير الأقدام فيه على حد السيف وتُحرقُ فيه القلوب بنار التخلية والتحلية ولذلك كثر في الدنيا التابعون المقلدون وقل الأئمة المجددون”
“إنى على يقين بأن الدعوة الإسلامية بصيغتها الفطرية ستجد مكانها بين أولئك جميعا، و تصنع تيارها من كل الأطياف، لأن السياسة الحزبية بصورتها الحالية، إنما هى صنيعة بشرية برجماتية، أشبه ما تكون بالطائفية، لخلوها فى الغالب من المصالح العامة الحقيقية، اللهم إلا ما كان شعارا و كفى، فمصالحها إنما هى لبعض الناس لا لكل الناس، بينما الدين هو كله لله، و ما كان كله لله عاد فضله على كل الناس”
“ظن ظنا حسنا تجد الحياة لذيذة حسنة، إن الأمل المندرج في حسن الظن ينفخ الحياة في الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن بنخر السعادة ويقتل الحياة! بينما اليأس المخبوء في سوء الظن ينخر السعادة ويقتل الحياة! لقد كنت إذا ما دخلت بستانا لا أجني منه إلا أجود الثمرات. وإذا ما وقع بصري على فاكهة فاسدة أعرضت عنها، آخذ بالقاعدة:"خذ ما صفا دع ما كدر".”
“إنها الحياة ما تزال تولد من جديد! وأما ما شاهدته من عمرا ولى، ومن حياة غابت وفنيت، وما خلفت من بكاء ونحيب، إنما هو بسبب الغفلة عن مشاهدة مالكها الحقيقي! وبسبب هذا التوهم القاتل الظان أن الإنسان هو المالك لها! وإنما هو حقيقة مجرد ضيف على هذه الأرض! إنه عابر سبيل ليس إلا!”
“أن تتلقى القرآن: معناه أن تصغي إلى الله يخاطبك! فتبصر حقائق الآيات وهي تتنزل على قلبك روحاً وبهذا تقع اليقظة والتذكر ثم يقع التخلّق بالقرآن على نحو ما هو مذكور في وصف خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأن تتلقى القرآن: معناه أيضا أن تتنزل الآيات على موطن الحاجة من قلبك ووجدانك، كما يتنزل الدواء على موطن الداء ! "
“فتح الله فارسٌ ليس تلين عريكته ولا تضعف شكيمته ولصوته في الكر أشد من فرقعة الرعد يقاتل في النهار حتى تذوب الشمس في دماء البحر فإذا خلا لأشجان الليل بكى مكين الوثبة كالأسد حاد الرؤية كالصقر رهيب الصمت كالبحر إذا سكت خطب وإذا نطق التهب وإنه ليشف كالزجاج إذا هو كتب”
“فلتكن القبلة إذن قنديلاً آخر في طريق التعبد يجمع المصلين في العالم أجمع على قلب واحد ينبض بتوحيد الله ذي الجلال ويبعث من مكة المكرمة أنواراً تتلقاها أفئدة العابدين في كل مكان أن هلموا إلى ههنا فهذا بيت الله الذي هو أول بيت وضع للناس فتحج الأرواح من محاريبها خمس مرات في اليوم”
“فتح الله كان إذا تكلم عن حقائق العلم والمعرفة بهر القلوب بحديثه الشيق وبيانه الندي لم يكن كلاما عاديا كسائر المحدثين بل كان يتكلم كمن يصف ما يشاهد لا كمن يستذكر ما استوعب فيصبح الناس كلهم آذانا صاغية تتلقى حقائق السماء وكأنها تواردت على الأرض تواً فتتجنح القلوب بأشجانها وأشواقها خوفا ورجاء وتتطهر الأرواح بدموعها مما يجعل حلقة المجلس ترتفع بمواجيدها الحري إلى أعلى شيئاً فشيئا حتى يشارك الجميع في مشاهدة النور ويشربون من كوثر المعرفة بالله حقائق الإيمان المغروفة من بحر اليقين”
“ما بقي من وقتٌ أكثر مما ضاع فلحاقاً بالطير المغردة على حوض الطهور واغرف وضوءك من جداول النور عسى تنفتح أغصانك زهوراً تستمد طيبها من عبير الجنة وتستدر أنداءها من حوض رسول الله فيكتسب عودك خُضره ربيع لا يفنى ونضرة جمال لا يبلى فما كان لغرس أصابه رذاذٌ من حوض نبي الله أن يذبل أبدا”
“سورة الفاتحة في غير الصلاة تفتح للقارئ نافذة علم إذ تلخص له قصة الإسلام كلها عقيدة وشريعة والمفسر يكتسب بها مقام علم رفيع وأما الفاتحة داخل محراب الصلاة فهي تفتح للعابد أقواساً من نور لمشاهدة جمال العلم بالإسلام من داخل قباب العبد فالعبد يقرأ بين يدي سيده مناجياً وشهود الحي القيوم حيٌ بقلبه”
“يؤذن الإمام بتكبيرة الإحرام معلناً بذلك قطيعة مع عالم الرغام والأوهام - الله أكبر كأن سيف النور قد قطع الزمان نصفين: الأول إلى الخلف فما زال راكضاً في تغيره يذوب فناء بذوبان الأشكال والألوان المتهاوية تترى ثم يذوي في عالم الأوراق السافرة بين ربيع وخريف ولا برعوم يورق مرتين {كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
“بمجرد أن يُحرمُ الرجل بالتكبير للصلاة تنفجر غدران المواجيد من قلبه ويتدفق كوثرها الصافي على فمه ولسانه ثم تمضي إلى ربها هادئة بعمق وخشوع فقد بُليت الصلاة في ذلك الزمن العصيب وأصبحت حركات سريعة مضطربة الواقع فارغة المعنى أبعد عن أن تكون معراجا يصل العبد بالسماء لقد اتسخت المقاصد وتعفنت فأسدلت الحُجُب وغُلقت الأبواب”
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27] فتمل جمال النور العظيم ! إذ يرسم الحرف القرآني في النفس شعاعاً لا يصطدم بساحل فترى أن العمر كل العمر لا يكفيك ولا لتذوق كأس واحدة من بحر عطاء الله الكريم”
“إن رمزية اللباس في الإسلام تنطلق مرجعيتها إلى قصة خلق آدم عليه السلام و زوجته حواء حيث كان لباس الجنة رمزا للرضى الإلهى و بمجرد ارتكابهما للخطيئة تحول ذلك إلى عري فالعري هو رمز التمرد على الخالق إنه إذا رمز الشيطان”
“أن وظيفتنا هي العمل الإيجابي البناء وليس العمل السلبي الهدام.. إننا مكلفون بالتجمل بالصبر، والتقلد بالشكر، تجاه كل ضيق ومشقة تواجهنا...وذلك بالقيام بالخدمة الإيمانية البناءة التي تثمر الأمن والاستقرار الداخليين. نعم، إن في مسلكنا قوة، إلا أننا لم نقم باستعمالها إلا في ضمان الأمن الداخلي، أو في مواجهة الهجمات الخارجية. إن أعظم شروط الجهاد المعنوي هو عدم التدخل في شؤون الربوبية، أي فيما هو موكول إلى الله.”
“هل غلبتك الفاحشة ولم تستطع التخلص منها؟ هل أنت مدمن على خطيئة ما؟ دواؤك واحد: صل! تقول لي: إنني أصلي.. لا، لا! صل! فإنك لا تصلي! (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله أكبر. والله يعلم ما تصنعون) العنكبوت، صل؛ تجد أن ما كان يأسرك من المحرمات بالأمس، ويملأ عليك قلبك نزوة ورغبة، فلا تستطيع التخلص منه؛ هو من أبغض الأشياء إليك اليوم! إن القرآن سيف قاطع، إذا قطع القول في حقيقة فلا مراء بعد إلى يوم القيامة! ولقد قال الحق كلمته، (فماذا بعد الحق إلا الضلال، فأنى تصرفون) يونس. إن الصلاة سفر من الأرض إلى السماء؛ فأنى لمنازل السلام أن تصطدم بنوازل الحرام؟ أبدا، لا شهود للدرجات في نتانة الدركات!”
إضافة مقولة مفقودة لفريد الأنصاري ؟